إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

471 ـ عبدالعزيز بوتفليقة

:
رئيس الجمهورية الجزائرية (1999م ـ    )

ولد عبدالعزيز بوتفليقة في مارس 1937م، في تلمسان وأمضى شبابه في وجدة بالمغرب، حيث كان يعمل والده بها. ودخل الحياة السياسية وهو في مراحل الدراسة الثانوية في المغرب، من خلال اتصاله بحزب الاستقلال. وناضل في صفوف الاتحاد العام للطلاب المسلمين بالجزائر فرع المغرب.

وترك دراسته الجامعية والتحق بجيش التحرير الوطني عام 1956م، وانتدب لدى هيئة العمليات العسكرية في الغرب، ثم لدى هيئة قيادة الأركان العامة في الغرب برئاسة العقيد هواري بومدين.

أوفد عام 1960م إلى جبهة (الأمن العسكري) على الحدود مع مالي، لإحباط مساعي الاستعمار الفرنسي لفصل الصحراء الجزائرية عن بقية أجزاء الجزائر.

بعد نشوب الخلاف بين قادة الأركان بقيادة العقيد هواري بومدين، وبين السيد بن يوسف بن خدة رئيس الحكومة المؤقتة، كلف بوتفليقة للاتصال بالزعماء التاريخيين المعتقلين في سجن أولنو الفرنسي عام 1961م، وأقنع الزعيم أحمد بن بلا، بالالتقاء بقيادة الأركان لإطاحة الحكومة المؤقتة. وبعد تعيين بن بلا رئيساً للدولة عام 1962م، أصبح السيد بوتفليقة عضواً في المجلس التأسيسى (البرلمان)، ووزيراً للشباب في أول حكومة للجزائر المستقلة، وهو في سن الخامسة والعشرين من عمره. وبعد اغتيال وزير الخارجية محمد خميسي في ظروف غامضة، أصبح بوتفليقة وزيراً للخارجية عام 1963م، وصار عضواً في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني في المؤتمر الأول عام 1964م. كما أصبح عضواً في مجلس الثورة 1965م.

وقف بوتفليقة في مؤتمر أبريل 1965م ضد بن بيلا حول مسألة دور جيش التحرير الوطني في الدولة، وقد قرر بن بيلا إبعاده، مما عجل في حركة 19 يونيه 1965م، التي أطاحت ببن بيلا، وقد ثبته النظام الجديد في منصبه وزيراً للخارجية وهو المنصب الذي لم يبعد عنه إلا بعد وفاة الرئيس هواري بومدين.

وقد عمل بوتفليقة بنشاط في المجالس والمؤتمرات الدولية، فانتخب رئيساً للدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974م، وقد كان بذلك من المساهمين في ظهور السيد ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة. ورأس الدورة الاستثنائية السادسة لهيئة الأمم المتحدة المخصصة للطاقة والمواد الأولية، التي دعت إليها الجزائر.

أقام بوتفليقة علاقات واسعة مع الزعماء الأجانب وغالبيتهم من الدول النامية عندما كان يشار إلى الجزائر بلقب (قبلة الثوريين) خلال السبعينيات والثمانينيات بسبب دورها الديبلوماسي الفعال في معارضة المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة.

وقد أثار بوتفليقة غضباً في العواصم الغربية عندما عانق علانية الإرهابي العالمي كارلوس أثناء حادث اختطاف وزراء الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في جنيف عام 1975م، على الرغم أن وزير النفط الجزائري كان من بين المخطوفين، إلا أن الجزائر تجاهلت المطالب الغربية باعتقال كارلوس وسمحت له بالهرب.

وبعد موت بومدين في 27 ديسمبر 1978م. أبعد بوتفليقة عن الحكم، فاختار المنفى الإداري حتى عام 1987م.

وكان أحمد طالب الإبراهيمي الذي كان مسؤولاً كبيراً في الرئاسة الجزائرية، قبل أن يتولى وزارة الخارجية، قاد مراجعة حكومية اتهمت بوتفليقة بالاختلاس، وأحيل ملفه لمجلس المحاسبة الوطنية، وصدر قرار باتهامه باختلاس 43 مليون دولار، مما جعله ينسحب من الساحة السياسية على الرغم من إعادته للأموال. وهي تهمة بدت أنذاك وكأنها أنهت إلى الأبد الحياة السياسية لبوتفليقة. واضطر بوتفليقة للخروج من فيلته الفاخرة الرسمية في أوائل عام 1980م، عندما غادر البلاد ليعيش في الخارج وخاصة في دول الخليج العربية. وتولى الإبراهيمي بعدها وزارة الخارجية في الثمانينات، وهو أحد المرشحين الستة للرئاسة والذين انسحبوا من الانتخابات التي أجريت يوم 15 أبريل 1999م.

وفي عام 1981م اتخذت اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني قراراً في دورتها السادسة بتعليق عضوية بوتفليقة في اللجنة.

وكان أول ظهور له على الساحة السياسية عام 1988م، خلال أحداث أكتوبر. إذ وَقّع على لائحة مع ثمانية عشرة شخصية وطنية تطالب بالحريات الفردية والجماعية. وشارك في المؤتمر الاستثنائي لجبهة التحرير الوطني عام 1989م. وفي عهد الرئيس علي كافي رفض العمل كمستشار للدولة.

وعندما استدعي عام 1994م لخلافة علي كافي رئيساً للدولة، اشترط أن يعين من المؤسسة العسكرية وليس من الأحزاب المشاركة في ندوة الوفاق الوطني.

وفي ديسمبر 1998م أعلن نِيَتَه الدخول في المنافسة الانتخابية، كمرشح حر ونال تأييد جبهة التحرير، ثم حركة النهضة فحركة مجتمع السلم، والتجمع الوطني الديمقراطي بقيادة أحمد أويحيى والاتحاد العام للعمال. وعشية الانتخابات، انسحب منافسوه الستة من العملية الانتخابية، وبقى هو مرشحاً وحيداً في انتخابات تعددية التي أجريت يوم الخميس 15 أبريل 1999م، ومؤيداً في هذه الانتخابات من المؤسسة العسكرية بعد أن كانت في السابق قد حالت دون خلافته للرئيس السابق هواري بومدين أثر وفاته في ديسمبر 1978م، عندما تدخلت من وراء الستار لتعيين قيادة جديدة للبلاد على رأسها الشاذلي بن جديد.